مقالنا في الاعلام البريطاني (صحيفة رأي اليوم ) بعنوان
طالبان تنتصر وكرامة امريكا بالتراب
مياح غانم العنزي
امريكا اكثر العارفين بما يتمتع به الشعب الأفغاني من بأس شديد مستندين الى عقيدتين : الدين ومقاومة المحتلين ،ويستحيل ان يغيب عن ذهن الامريكان وهم الذين كان لهم دورا بمشهد الإتحاد السوفيتي وهو ينسحب مهزوما امام المقاومين الأفغان رغم الفارق الكبير في العده والعتاد والخبرات والمهارات إلا انها لم تشفع للروس فإنهزموا وإنسحبوا بل وبعدها تدمر الإتحاد السوفيتي بأكمله ،وأن تأتي واشنطن وهي التي لديها ارشيف من الخزي وتجارب إحتلالات فاشله بنكهة الذل وعلى سبيل المثال لا الحصر فيتنام والصومال وتضع نفسها على درب ذلك المصير وتغزو افغانستان ،فهذا غباء ،وقد قال آينشتاين :ان فعل نفس الشيئ مرتين بذات الأسلوب والادوات وانتظار نتيجه مختلفه هو غباء ،وليس شرطا ان كل دوله عظمى ذكيه ،إنها ليست كبوه بل تكرار لسيناريو معروف النتائج ،ماذا كان يفعل المستشارين والخبراء والقاده العسكريين الامريكان طيلة عشرين سنه في افغانستان ؟
إذا كانت الكبرياء الامريكيه هي من قادت واشنطن الى غزو افغانستان ولرد الإعتبار على تفجيرات 11 سبتمبر ،فهذه الكبرياء قد مرغت بالتراب وأهينت اكثر في مشاهد الذل والهزيمه على يد طالبان ،ولا يهمني إن كان تسليم افغانستان متفق عليه كما يقال او لا ،فهو بكل الاحوال هزيمة ،فإن كان متفق عليه فإن توقيع واشنطن بعظمتها وقوتها ومكانتها على ذلك بمثابة توقيع على الهزيمه واتفاق على تنفيذ مشاهدها رغم مذلتها بعد انفاق تريليون دولار خلال عقدين ،وإن كان غير متفق عليه فهو ايضا هزيمة مهينه لأكبر دوله، من حركه إسلاميه ذات عده وامكانيات محدوده،صون كبرياء امريكا الذي اراده بوش الإبن جاء عكسيا حيث مشهد قائد طالبان المعتقل في غوانتانامو لثمان سنوات وهو يستلم مفاتيح القصر الرئاسي وسط صيحات التكبير يعكس للعالم بدون شك الإهانه التي تعرضت لها امريكا ،حين تقول تقارير وتقديرات استخباراتيه لدوله تقود العالم كأمريكا:نتوقع ان طالبان ستدخل العاصمه كابل خلال ثلاثة اشهر ثم بعد ثلاثة ايام تستلم الحركه مفاتيح القصر الرئاسي في العاصمه كابل، فهذه ليست اهانه فقط بل وفضح لغباءعسكري واستخباراتي ،حين يقول وزير الدفاع الأمريكي سنرسل قوات الى افغانستان لمساعدة الدبلوماسيين والمواطنين الامريكان على الهروب ،فهذه اهانه ،وحين يقول ان امريكا لن تستطيع حماية كل المتعاونين الأفغان معها ولن تستطيع اخراجهم جميعا من البلاد ونرى منظر المتعاونين الأفغان متعلقين بأجنحة واجزاء من طائرة الإجلاء الامريكيه العسكريه يريدون الهروب والعساكر الامريكان يطلقون النار في الهواء لتفريقهم وابعادهم عن الطائره، تحلق الطائره ويتساقط منها المتعاونين الأفغان جثثا هامده ،فهذه ليس إهانه فقط بل تعريه طالبانيه لما هو معروف مسبقا عن خيانة وتخلي امريكا عن حلفائها فقد حدث ذلك بفيتنام وغيرها ،حين تجبر اكبر دوله بالعالم على التفاوض مع حركه اسلاميه في الدوحه لوقت طويل جدا وتوقع معها اتفاق ، ولا زالت تلك الحركه في قوائم الإرهاب الأمريكيه الى اليوم قبل وبعد الإتفاق ،فإن هذه إهانه وكسر خشوم بعد،حين يستسلم لطالبان جيش دربته امريكا عشرين سنه وصرفت عليه ترليون دولار وسلحته ،فهذه إهانه ،حين يهرب الرئيس الأفغاني وتفر معه حكومته الحليفه لأمريكا فهذه هزيمة وعار ،حين تدعو امريكا رعاياها عدم الذهاب الى السفاره الامريكيه وهي المفترض المأوى والسند والعون لهم وعدم الذهاب لمطار كابل والتي تسيطر هي عليه ،فهذه هزيمة وكسر خشوم ،الى أين سيذهبون اذن ؟ الى ايران المجاوره مثلا ؟
حين يتصاعد الدخان من السفاره الأمريكيه نتيجة حرق الوثائق والكمبيوترات والخوادم وغيرها ،فهذه اهانه ،حين تستمر امريكا في سوء التقدير منذ احتلال فيتنام الى افغانستان حيث 45 سنه ولم تتعلم او تتعظ فهذه اهانه لنفسها وحتى للعالم فمن غير المعقول ان الدوله التي يصنفها عظمى وتقوده وتتحكم في مصير اغلب الأمور في كوكبنا وبالشرعيه الدوليه وتحاصر هذا وتعاقب ذاك وتصريحاتها تقلب الموازين ، تكون بهذا الغباء وبهذا المشهد من الهزيمه والذل من حركه اسلاميه محدودة العده والعتاد ولا يوجد وجه مقارنه اصلا بين مقدراتها ومقدرات امريكا الا أمرين نسفا كل موازين القوى وهما كما ذكرنا عقيدتي الدين ومقاومة المحتلين
امريكا ثاني دوله عظمى في التاريخ المعاصر تغادر افغانستان مهزومه في مشاهد هروب مذله بعد مشاهد مشابهه للإتحاد السوفيتي ،فهل يعقل ان يكشف لنا الأفغان غباء دولة اخرى وتتجرأ على احتلال افغانستان ؟والآن ، وبعد ان ارضخت طالبان كل دول العالم للأمر الواقع ،تريد دول الغرب وحتى الشرق من حركة طالبان حكم ديمقراطي واحترام الحريه الشخصيه وحرية الإعلام واحترام حقوق الانسان ومحاربة الفساد وعليها ان تلحق بالركب، وكأن عالمنا وخصوصا الشرق الأوسط طبق كل هذه الامور وعلى طالبان اللحاق بالركب …امر مضحك مبكي حقا
وعلى ذكر الأمر الواقع فقد استخدمت طالبان هذه الوسيله بطريقه شرعيه بحيث حررت بلادها وعلى عكس الغرب وغيرهم يستخدمون الأمر الواقع لتكريس الظلم واحتلال اراضي الغير ونهبها كما فعلت وتفعل اسرائيل كذلك روسيا بالقرم والأمثله تطول
الثابت والمهم حاليا والذي رآه العالم اجمع ان حركة طالبان انتصرت على امريكا ولا نعلم بعد ما ذكرناه هل نقول امريكا العظمى القويه الذكيه ام لا ؟
رابط المقال في صحيفة راي اليوم
https://www.raialyoum.com/%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AD-%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B2%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A9/
طالبان تنتصر وكرامة امريكا بالتراب
مياح غانم العنزي
امريكا اكثر العارفين بما يتمتع به الشعب الأفغاني من بأس شديد مستندين الى عقيدتين : الدين ومقاومة المحتلين ،ويستحيل ان يغيب عن ذهن الامريكان وهم الذين كان لهم دورا بمشهد الإتحاد السوفيتي وهو ينسحب مهزوما امام المقاومين الأفغان رغم الفارق الكبير في العده والعتاد والخبرات والمهارات إلا انها لم تشفع للروس فإنهزموا وإنسحبوا بل وبعدها تدمر الإتحاد السوفيتي بأكمله ،وأن تأتي واشنطن وهي التي لديها ارشيف من الخزي وتجارب إحتلالات فاشله بنكهة الذل وعلى سبيل المثال لا الحصر فيتنام والصومال وتضع نفسها على درب ذلك المصير وتغزو افغانستان ،فهذا غباء ،وقد قال آينشتاين :ان فعل نفس الشيئ مرتين بذات الأسلوب والادوات وانتظار نتيجه مختلفه هو غباء ،وليس شرطا ان كل دوله عظمى ذكيه ،إنها ليست كبوه بل تكرار لسيناريو معروف النتائج ،ماذا كان يفعل المستشارين والخبراء والقاده العسكريين الامريكان طيلة عشرين سنه في افغانستان ؟
إذا كانت الكبرياء الامريكيه هي من قادت واشنطن الى غزو افغانستان ولرد الإعتبار على تفجيرات 11 سبتمبر ،فهذه الكبرياء قد مرغت بالتراب وأهينت اكثر في مشاهد الذل والهزيمه على يد طالبان ،ولا يهمني إن كان تسليم افغانستان متفق عليه كما يقال او لا ،فهو بكل الاحوال هزيمة ،فإن كان متفق عليه فإن توقيع واشنطن بعظمتها وقوتها ومكانتها على ذلك بمثابة توقيع على الهزيمه واتفاق على تنفيذ مشاهدها رغم مذلتها بعد انفاق تريليون دولار خلال عقدين ،وإن كان غير متفق عليه فهو ايضا هزيمة مهينه لأكبر دوله، من حركه إسلاميه ذات عده وامكانيات محدوده،صون كبرياء امريكا الذي اراده بوش الإبن جاء عكسيا حيث مشهد قائد طالبان المعتقل في غوانتانامو لثمان سنوات وهو يستلم مفاتيح القصر الرئاسي وسط صيحات التكبير يعكس للعالم بدون شك الإهانه التي تعرضت لها امريكا ،حين تقول تقارير وتقديرات استخباراتيه لدوله تقود العالم كأمريكا:نتوقع ان طالبان ستدخل العاصمه كابل خلال ثلاثة اشهر ثم بعد ثلاثة ايام تستلم الحركه مفاتيح القصر الرئاسي في العاصمه كابل، فهذه ليست اهانه فقط بل وفضح لغباءعسكري واستخباراتي ،حين يقول وزير الدفاع الأمريكي سنرسل قوات الى افغانستان لمساعدة الدبلوماسيين والمواطنين الامريكان على الهروب ،فهذه اهانه ،وحين يقول ان امريكا لن تستطيع حماية كل المتعاونين الأفغان معها ولن تستطيع اخراجهم جميعا من البلاد ونرى منظر المتعاونين الأفغان متعلقين بأجنحة واجزاء من طائرة الإجلاء الامريكيه العسكريه يريدون الهروب والعساكر الامريكان يطلقون النار في الهواء لتفريقهم وابعادهم عن الطائره، تحلق الطائره ويتساقط منها المتعاونين الأفغان جثثا هامده ،فهذه ليس إهانه فقط بل تعريه طالبانيه لما هو معروف مسبقا عن خيانة وتخلي امريكا عن حلفائها فقد حدث ذلك بفيتنام وغيرها ،حين تجبر اكبر دوله بالعالم على التفاوض مع حركه اسلاميه في الدوحه لوقت طويل جدا وتوقع معها اتفاق ، ولا زالت تلك الحركه في قوائم الإرهاب الأمريكيه الى اليوم قبل وبعد الإتفاق ،فإن هذه إهانه وكسر خشوم بعد،حين يستسلم لطالبان جيش دربته امريكا عشرين سنه وصرفت عليه ترليون دولار وسلحته ،فهذه إهانه ،حين يهرب الرئيس الأفغاني وتفر معه حكومته الحليفه لأمريكا فهذه هزيمة وعار ،حين تدعو امريكا رعاياها عدم الذهاب الى السفاره الامريكيه وهي المفترض المأوى والسند والعون لهم وعدم الذهاب لمطار كابل والتي تسيطر هي عليه ،فهذه هزيمة وكسر خشوم ،الى أين سيذهبون اذن ؟ الى ايران المجاوره مثلا ؟
حين يتصاعد الدخان من السفاره الأمريكيه نتيجة حرق الوثائق والكمبيوترات والخوادم وغيرها ،فهذه اهانه ،حين تستمر امريكا في سوء التقدير منذ احتلال فيتنام الى افغانستان حيث 45 سنه ولم تتعلم او تتعظ فهذه اهانه لنفسها وحتى للعالم فمن غير المعقول ان الدوله التي يصنفها عظمى وتقوده وتتحكم في مصير اغلب الأمور في كوكبنا وبالشرعيه الدوليه وتحاصر هذا وتعاقب ذاك وتصريحاتها تقلب الموازين ، تكون بهذا الغباء وبهذا المشهد من الهزيمه والذل من حركه اسلاميه محدودة العده والعتاد ولا يوجد وجه مقارنه اصلا بين مقدراتها ومقدرات امريكا الا أمرين نسفا كل موازين القوى وهما كما ذكرنا عقيدتي الدين ومقاومة المحتلين
امريكا ثاني دوله عظمى في التاريخ المعاصر تغادر افغانستان مهزومه في مشاهد هروب مذله بعد مشاهد مشابهه للإتحاد السوفيتي ،فهل يعقل ان يكشف لنا الأفغان غباء دولة اخرى وتتجرأ على احتلال افغانستان ؟والآن ، وبعد ان ارضخت طالبان كل دول العالم للأمر الواقع ،تريد دول الغرب وحتى الشرق من حركة طالبان حكم ديمقراطي واحترام الحريه الشخصيه وحرية الإعلام واحترام حقوق الانسان ومحاربة الفساد وعليها ان تلحق بالركب، وكأن عالمنا وخصوصا الشرق الأوسط طبق كل هذه الامور وعلى طالبان اللحاق بالركب …امر مضحك مبكي حقا
وعلى ذكر الأمر الواقع فقد استخدمت طالبان هذه الوسيله بطريقه شرعيه بحيث حررت بلادها وعلى عكس الغرب وغيرهم يستخدمون الأمر الواقع لتكريس الظلم واحتلال اراضي الغير ونهبها كما فعلت وتفعل اسرائيل كذلك روسيا بالقرم والأمثله تطول
الثابت والمهم حاليا والذي رآه العالم اجمع ان حركة طالبان انتصرت على امريكا ولا نعلم بعد ما ذكرناه هل نقول امريكا العظمى القويه الذكيه ام لا ؟
رابط المقال في صحيفة راي اليوم
https://www.raialyoum.com/%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AD-%D8%BA%D8%A7%D9%86%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D8%B2%D9%8A-%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1-%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A9/
السبت يونيو 11, 2022 7:51 pm من طرف مياح غانم العنزي
» الله ستر وما طحت
السبت يونيو 11, 2022 7:26 pm من طرف مياح غانم العنزي
» لا تسمي ابنك الكبير احد هذه الاسماء
السبت يونيو 11, 2022 7:03 pm من طرف مياح غانم العنزي
» لحظة رد فعل مستوطن بعد ان حاصره فلسطينيين في محطة محروقات
السبت يونيو 11, 2022 7:01 pm من طرف مياح غانم العنزي
» اخبرهم اخي صلاح
السبت يونيو 11, 2022 6:59 pm من طرف مياح غانم العنزي
» حديقة الحيوان في بولندا
السبت يونيو 11, 2022 6:58 pm من طرف مياح غانم العنزي
» منطقة مرور غزلان
السبت يونيو 11, 2022 6:42 pm من طرف مياح غانم العنزي
» شاطئ الزجاج في كاليفورنيا ...عجائب
السبت يونيو 11, 2022 6:40 pm من طرف مياح غانم العنزي
» الكاتب الصحفي مياح غانم العنزي في بر سلطنة عمان
السبت يونيو 11, 2022 6:38 pm من طرف مياح غانم العنزي