التقسيم الزماني للمسجد الأقصى

التقسيم الزماني للمسجد الأقصى



في بداية احتلال الأراضي العربيه الفلسطينيه والتي جزء منها بالطبع المسجد الأقصى ،هب المسلمون لنصرة فلسطين ضد الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني ،خاضوا الحروب مجتمعين على قلب رجل واحد إختلطت دمائهم دفاعا عن اراضيهم ومقدساتهم ،وبعد انتهاء فترة الحروب قاطعوا الكيان المحتل وقرروا في الخرطوم 1967 اللاءات الثلاث،لا صلح لا تفاوض ولا اعتراف ،بعدها بدأ التراخي بنكهة انفراط عقد الوحده حين بدأت بعض الدول العربيه في عدم الإمتثال للقرارات والإلتزام باللاءات، وبذلك قامت بشق الصف العربي حين وقعت اتفاقيات سلام ثنائيه مع الكيان المحتل ،الأمر الذي فتح شهية إسرائيل على أمرين ، الاول :هو سعيها لتوقيع المزيد من الإتفاقيات لكسر عزلتها ،والثاني : هو المضي في مخططها التوسعي والإستيطاني، وإبتلاعها المزيد من الأراضي وتهويد الأقصى والقدس وإرتكاب المزيد من الإجرام في حق الشعب الفلسطيني وحتى اللبناني والسوري والأردني نوعا ما،وصولا لنكران كامل لوجود دوله كان اسمها فلسطين ، ومع الزمن اختفت اللاءات الثلاث كليا ،إزاء كل جريمه او مجزره صهيونيه اكتفى العرب بالإدانات والإستنكارات بلا اجراءات تذكر عدا الإتصالات بينهم ،حتى مجزرة صبرا وشاتيلا وحرق المسجد الأقصى لم يجعل رد فعل العرب يتجاوز الإستنكار والشجب ،وكأن ذلك بات اقصى ما مسموح به ، استمر ضعف الأمه وانخفاض مستوى ردود فعلها، نتيجة عدة عوامل ،منها مشاكلها الداخليه والتوترات والحروب بين الدول العربيه والاسلاميه،والضغوط الخارجيه والمساومات والإبتزازات،وارتفاع وتيرة الإلتفات للمصالح اولا ،كذلك الخلافات والتشظي الذي اصاب الفلسطينيين انفسهم ،هنا اقتنص نتن ياهو الفرصه الذهبيه وهي فترة حكم ترامب العنصري للنخاع ،الداعم للكيان المحتل اكثر من المحتلين انفسهم ،بعد ان خطط لصفقة القرن واعترف بإسرائيلية الجولان والقدس ،يبدو انه واجه صعوبات في تصفية القضيه الفلسطينيه عن طريق صفقة القرن ،فتم استبدال ذلك بإتفاقيات ابراهام ،والتي انبرى لها نتن ياهو فنجح في توقيع اتفاقيات تطبيع وترسيخ علاقات رسميه ،تكلل الترويض في تطبيع بلد اللاءات الثلاث نفسه وهو السودان

طبعا خطة التقسيم الزماني للمسجد الأقصى ليست وليدة اليوم ،بل هي منذ عدة اعوام ،كانت الإقتحامات خجوله وتأتي على شكل فرادى ،لكن تناسب تصاعدها طرديا مع انخفاض ردود فعل العرب والمسلمين على جرائم الإحتلال وإعتداءاته ،وارتفاع منسوب التقارب مع الكيان المحتل والتطبيع معه ،لذلك تطور النوع والكم للإقتحامات ،تجاوزت أعداد المقتحمين الألف شخص ،اضف لذلك مسيرة الأعلام ،كل هذا يوحي بوضوح ويأشر على نية الكيان المحتل السيطره على المسجد الأقصى مع الزمن ،خصوصا ان رد فعل الأمه الإسلاميه تقريبا بدأ يقترب من خط الرضوخ للأمر الواقع بنكهة المصالح والتعايش مع المتغيرات بالعالم إلا من رحم ربي من القلة القليله

سبب كتابتي لهذه الأحرف كنت قد حلمت حلما مرعبا ،حلمت انني وحينما كنت اسير بالشارع وجدت كتابا على الأرض ،في الغلاف مكتوب عنوان (خارطة الطريق ) اخذت الكتاب وذهبت لأحد المقاعد في الحديقه العامه ،وعندما فتحته وجدت اول صفحه مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم ،توكلنا على الله وبه نستعين،والصفحه الثانيه مكتوب فيها عدة نقاط

وهي

منع الدعاء لفلسطين بالمساجد

منع اطلاق اسم قوات الإحتلال على الجيش الإسرائيلي

منع اطلاق اسم شهيد على القتلى الفلسطينيين

اطلاق اسم الميليشات الإرهابيه على كل مقاومه فلسطينيه

اطلاق اسم إسرائيل الشقيقه على دولة الإحتلال

الإحتفال مع إسرائيل في كل مناسباتها وخصوصا ذكرى احتلال فلسطين

تكثيف التعاون مع اسرائيل على كل الأصعده وخصوصا الصعيد الأمني والإستخباراتي ودعمها إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيا

عدم التصويت ضدها في الشرعيات الدوليه

الترحيب بالشعب الإسرائيلي بدون فيزا وبطريقه احتفائيه جميله



وعندما قلبت الصفحه الثانيه لم اجد صفحه ثالثه ..انتهى الحلم



بقلم

مياح غانم العنزي

رابط المقال على صحيفة امجاد العرب


http://www.amgadalarab.com/?todo=view&cat=22&id=00046672