حسن نصر الله يدق ناقوس الخطر ويتهم غير مباشر دول معينه

نصر الله: أحد ما في الإقليم بات يريد خراب لبنان وننصح بعدم تشكيل حكومة أمر واقع «ونقطة على السطر»

دقّ الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله «ناقوس الخطر»، متهماً السعودية دون ان يسميها بانها وصلت «نتيجة غضبها وفشلها وانسداد الأفق بوجهها الى مرحلة انها تريد اخذ لبنان الى التفجير»، ومعلناً «علينا ان ننتبه لان احداً ما في الاقليم ربما لم يعد يرى امامه شيئاً، ولا افق عنده لنجاح ولا انتصار ولا حتى أمل، فصار يريد اخذ البلد الى الخراب»، وموضحاً «هؤلاء جالسون ويتنعمون في قصورهم ويخوتهم ولا يهمّهم ملايين النازحين او تدمير بلد او اثنين او ثلاثة».
وقال نصر الله خلال حفل تأبين أقامه «حزب الله» عصر امس للقيادي فيه حسان اللقيس الذي تم اغتياله قبل أقل من 3 اسابيع على تخوم الضاحية الجنوبية لبيروت في عملية يتّهم «حزب الله» اسرائيل بالوقوف ورائها: «هناك شيء جديد يتطلب من القادة اللبنانيين والاعلام ان ينتبهوا وان يعتمدوا الدقة بالتعاطي فلا نماشي خطط تفجير من هذا النوع يريدها هذا الاحد ما في الاقليم».
واستهلّ الامين العام لـ «حزب الله» كلمته التي ألقاها عبر شاشة عملاقة بالحديث عن اغتيال اللقيس مكرراً اتهام اسرائيل بالوقوف وراء العملية في إطار «حرب الأدمغة التي كان العدو يتحدث عنها مع المقاومة»، وقال: «الحاج اللقيس هو أحد هذه الأدمغة اللامعة. وبالنسبة لي شخصياً كان أخاً وحبيباً وصديقاً منذ كنّا شباباً صغاراً في بعلبك»، لافتاً الى «ان التحقيق سيستمر وما وصلنا اليه مما جمعناه يؤكد الاتهام، وهذا الاتهام ليس سياسيًّا بل مستند إلى أدلة وقرائن».
واذ وضع اغتيال اللقيس «في إطار الثأر للانتصارات السابقة للمقاومة، وأيضاً لضرب قدرتها الحالية على التطوّر»، قال: «هذا الاغتيال لن يكون حادثة عابرة، وبيننا وبين الإسرائيليين حساب مفتوح، وهناك حساب قديم وحساب آخر جديد، وإذا كان الإسرائيلي يظنّ في حساب التوقيت أنّ الحزب مشغول، أقول لهم حسابنا مفتوح ودماء شهدائنا لن تذهب هدراً، والقتلة سيُحاسبون عاجلاً ام اجلاً ولن يأمنوا في اي مكان في العالم، والقصاص آت».
وفي الملف السوري، لفت الى انه «مهما كانت الضغوط علينا، لن نغير موقفنا من الموضوع السوري، لان معركة سورية هي معركة وجود للبنان وسورية وفلسطين والامة وليست معركة امتيازات»، وقال: «الحديث عن 1000 شهيد (لحزب الله في سورية) غير دقيق، ونحن لسنا مضطرين للتوضيح لأحد، وهذا شيء مسيء جدّاً، ومن يسيء إلى الشهداء يسيء إلى عرضنا، فالشهداء هم عرضنا».
وأشار إلى أنّ «هناك مَن يقول فلينسحب حزب الله من سورية وليشكّل الحكومة التي يريدها». وقال: «نحن لا يهمّنا السلطة»، متوجهاً الى «مَن يقول إنّ كلّ شيء يحلّ حين عودة حزب الله من سورية» بان «الهدف من كلّ هذا الضغط هو إيجاد حالة عند حزب الله، وأقول لهم أنتم تهدرون وقتاً وجهداً لن يجديكم»، مؤكداً «ان «التكفير في سورية لا يستهدف فقط الأقليات بل كلّ من سواه»، سائلاً «ألم تسمعوا بقتال جبهة النصرة وداعش، وهما ينتميان إلى جبهة واحدة؟»، مضيفاً: «أتحدّث على من ينتمي إلى فكر واحد ومشروع واحد، وهم يتبعون أيمن الظواهري».
وفي حين تطرق الى الاعتداءات على الجيش اللبناني داعياً «لعدم التقليل من خطورة ما حصل لأنّه في البعد الفكري والمعنوي والروحي خطير جدّاً، وهذا أخطر من تفجير السفارة الإيرانية أو سيارة مفخخة أو قصف صواريخ على الهرمل»، توقف عند موضوع تشكيل الحكومة وقال: «ما زلنا نعتقد بلزوم حكومة سياسية جامعة، حكومة وحدة وطنية. وحكومة الحياد في رأينا هي حكومة خداع، لأنّ في لبنان ليس هناك حياد»، مضيفاً في اشارة غير مباشرة الى «عاصفة» التعليقات بعد اعلان الفنان زياد الرحباني ان والدته السيدة فيروز «تحب السيد حسن كثيراً»: «اليوم ممنوع على أحد أن يحبّ أحداً أو أن يحترمه، وترون كيف يجري تكفيره».
وفي تحذير ضمني الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، قال نصر الله: «لا ننصح أحداً بتشكيل حكومة أمر واقع و«نقطة على السطر». مضيفاً: «بديل الفراغ هو تشكيل حكومة مصلحة وطنية لا تقصي أحداً. ومَن يرد أن يكون بطلاً فليواجه الدول الإقليميّة، فهذه هي الرجولة، والشجاع هو من يشكّل حكومة جامعة ويتّحدى الدول الإقليمية ويضع السعودية عند حدّها»، موضحاً أنّه «لو أرادت إيران أو سورية تعطيل التشكيل فليتم توقيفهما عند حدّهما، فهذه هي الرجولة، لا الهروب إلى حكومة حيادية».
وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، قال: «للأسف الشديد، بدل ذهاب القوى السياسية من الآن للعمل الجدّي لإنجاز هذا الاستحقاق، بدأت الاتّهامات المتبادلة بالفراغ. وأنا شخصيّاً لا أعتقد أنّ أحداً يريد الفراغ في الرئاسة».
وأضاف: «اللبنانيون اليوم أمام فرصة تاريخية، إمّا أنّهم قادرون وبإرادة لبنانية كاملة أن ينتخبوا رئيسهم، ولديهم هامش من الحرية الداخلية لم يملكوه في الماضي بسبب الأحداث الإقليمية، وإمّا لا. وبدل التلهي بالاتهامات، ليأخذ كلّ أحد مبادرة، ونقوم بوضع خريطة طريق لإنجاز الاستحقاق الذي هو استحقاق الجدارة، وهذا تأسيس حقيقي لحياة سياسية جديدة».
وتابع: «نحن نرفض الفراغ بشكل قاطع وبديله الوحيد انتخاب رئيس بالموعد المحدّد، وسنبذل جهدنا، وطبيعي أن يكون لفريقنا السياسي مرشّح قوي ومناسب لهذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة والعالم».
الراي الكويتيه