نسمع دائماً أنه ليس للعرب إستراتيجية واضحة، وأنا اختلف مع هذا الرأي، وأرى ان للعرب إستراتيجية واضحة ثابتة على الأقل منذ ما لا يقل عن 80 عاما. يتضح ذلك جليا بعد احتلال دولة فلسطين وبالتحديد بعد حرب اكتوبر 1973، منذ ذلك الوقت رسم العرب استراتيجية الخضوع والخنوع واعتمدوا التخلي عن الوحدة والكرامة والأرض والدين السليم، كما اختاروا التبعية للغرب كأدوات تنفيذية، لا اريد الاسهاب بالتفاصيل، لأنها معروفة، لكن سأذكر الخطوط العريضة، كانت لبنة الاستراتيجيه بالتخلي عن الأراضي العربية المحتلة باسم معاهدات السلام التي كان بين ثناياها دق الاسفين وارتكاب خيانات، الأمر الذي اصاب الوحدة العربية بمرض عضال وفتح طريقا ممهدا للغرب الذي يتقن الاضعاف باستغلال التفرقة، جندوا أنفسهم وفلذات أكبادهم وأبناء وطنهم وأموالهم لنصر أمريكا على روسيا في افغانستان، لكنهم لم ينسوا أبدا بالتزامن مع ذلك تقديم المزيد من التنازلات في القضية الفلسطينية، وكان لابد من المحافظة على اهتراء المؤسسات العربية وعدم تطويرها بانشاء آليات لحل الخلافات بين العرب؛ لأن ذلك سيسهم في تعافي الوحدة العربية مما يهدد لوجود الكيان المحتل، ولأجل وضع العصا بكل دولاب نماء وتطور، تم السعي المستمر لزرع الفتنة والكراهية وانشاء التكتلات والميليشيات واثارة الاضطرابات والتدخل بالشر واستهداف الأمن والأنظمة ومحاولة اصابة كل علاقه طيبة بين دولة عربية واخرى بمقتل، فكلما برز معارض أو منظمة أو دكتاتور وفاسد هارب هدفه التخريب بدولة عربية لا تتوانى بعض الدول العربية الأخرى باحتضانه! وبالتالي اصبحت كل دولة بصورة أو بأخرى تحتضن مخربين كورقة ضغط سياسية يتم استخدامها وقت الحاجة مما يعكس عدم الثقة وسوء النية بين العرب!.
التفكير بانشاء جيش وصندوق عربي موحد يدافع عن الأمة ويحافظ على كرامتها ويمهد لاستعادة الاراضي المحتلة على اقل تقدير ان لم يحررها ما يخفف وتيرة أطماع الكيان المحتل بالمزيد واطماع الغرب عموما بخيرات الأمة كان مستبعدا تماما، لأنه يضر باستراتيجية التفرقة العربية المعلنة ضمنيا!. منحت امريكا وظيفة شرطي الخليج لإيران الشاه لسنوات ولم يقابل ذلك بجيش خليجي عربي موحد، خصوصا ان كل الامكانيات متوافرة وعندما دعم الغرب الخميني أثناء الثورة الايرانية لم تعتبر دول الخليج خصوصا فلا هي وضعت يدها بيد الجار المسلم الجديد وحولت اطماعه بالمنطقة ان وجدت الى التعاون لتحرير اقصى المسلمين ولا هي حصنت نفسها بمسايرة بناء قوتها العسكرية بل والتفوق عليها، لأنها تملك كل مقومات ذلك وتطوير آليات مجلس التعاون الخليجي الذي أسس لهذا الغرض ؛حيث تشكيل لجان لحل الخلافات قراراتها ملزمة للجميع واخذ العبرة من افتقار الجامعة العربية لذلك، لم يحد العرب عن إستراتيجيتهم مطلقا، زادت الخلافات وصب الزيت على النار والتدخلات بشؤون بعضهم البعض وغابت الحلول والعلاقات على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية ووضعت الجامعة العربية في تابوت الذل لأمريكا والمحتل والأعيب التسييس، ارتفع منسوب الطائفية وانخفض صوت التعايش،علت نبرات الكراهية التي غذت العنف والحقد بطعم الجهل فكانت قاعدة بن لادن مدخلا نموذجيا لأمريكا بالمنطقة، تشكلت الاصطفافات بالخلافات وغاب أو تم تغييب صوت العقل، عزز غزو العراق للكويت!.
الاستراتيجية العربية منحت امريكا شهادة رسمية بالهيمنة، وكان من أسسه عدم العبرة من الأحدات،الدفع مقابل الحماية من البعبع الايراني، تزامنا مع التخاذل بطعم التنازل عن قضية العرب الأولى، والتصاعد في التوترات والمؤامرات بسبب الأجندات سواء بأوامر أو بدون أوامر والتنافس غير الشريف ونزعة الهيمنة كانت سمة السنوات الاخيرة، أضيفت لفقدان فلسطين جمهورية الصومال تلاها العراق ثم جنوب السودان وليبيا ثم سوريا، اثناء ذلك كانت السياسات الزئبقية سيدة الموقف تارة بدعم الارهاب والمليشيات وتارة محاربتها،وتارة دعم انظمة وتارة معاداتها، وهكذا ترى الشعوب (ولسان حالها يقول طارت فلوسك يا صابر في كل مرة) ملياراتها تطير وأشقاؤها يموتون وتدمر أوطانهم. والأقصى لا زال يئن تحت اقدام المحتل وحافظت الدول العربية سواء الافريقية أو الآسيوية على خلافاتها التاريخية بل وتنبشها بين فترة واخرى وتضيف عليها المزيد، حتى لا يقول أحد هناك فتور بتنفيذ الاستراتيجية ها هي اليمن تحترق وتذوب كدولة ويمر على الأزمة الخليجية أكثر من سنة وهي زاخرة بكافة انواع العداء والانحدار والحقد وتسييس الدين وقطع الأرزاق والارحام وأذية ما يمكن أذيته ونشر الغسيل، تستهزئ بأصوات الحكمة والعقل، وتصفق لأفعال الشيطان وتطرب لصوت الطبل …فمن قال ليس لدينا إستراتيجية؟.
بقلم : مياح غانم العنزي
الشرق القطريه
رابط المقال
https://www.al-sharq.com/opinion/27/10/2018/%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D9%84-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9%D8%9F
التفكير بانشاء جيش وصندوق عربي موحد يدافع عن الأمة ويحافظ على كرامتها ويمهد لاستعادة الاراضي المحتلة على اقل تقدير ان لم يحررها ما يخفف وتيرة أطماع الكيان المحتل بالمزيد واطماع الغرب عموما بخيرات الأمة كان مستبعدا تماما، لأنه يضر باستراتيجية التفرقة العربية المعلنة ضمنيا!. منحت امريكا وظيفة شرطي الخليج لإيران الشاه لسنوات ولم يقابل ذلك بجيش خليجي عربي موحد، خصوصا ان كل الامكانيات متوافرة وعندما دعم الغرب الخميني أثناء الثورة الايرانية لم تعتبر دول الخليج خصوصا فلا هي وضعت يدها بيد الجار المسلم الجديد وحولت اطماعه بالمنطقة ان وجدت الى التعاون لتحرير اقصى المسلمين ولا هي حصنت نفسها بمسايرة بناء قوتها العسكرية بل والتفوق عليها، لأنها تملك كل مقومات ذلك وتطوير آليات مجلس التعاون الخليجي الذي أسس لهذا الغرض ؛حيث تشكيل لجان لحل الخلافات قراراتها ملزمة للجميع واخذ العبرة من افتقار الجامعة العربية لذلك، لم يحد العرب عن إستراتيجيتهم مطلقا، زادت الخلافات وصب الزيت على النار والتدخلات بشؤون بعضهم البعض وغابت الحلول والعلاقات على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية ووضعت الجامعة العربية في تابوت الذل لأمريكا والمحتل والأعيب التسييس، ارتفع منسوب الطائفية وانخفض صوت التعايش،علت نبرات الكراهية التي غذت العنف والحقد بطعم الجهل فكانت قاعدة بن لادن مدخلا نموذجيا لأمريكا بالمنطقة، تشكلت الاصطفافات بالخلافات وغاب أو تم تغييب صوت العقل، عزز غزو العراق للكويت!.
الاستراتيجية العربية منحت امريكا شهادة رسمية بالهيمنة، وكان من أسسه عدم العبرة من الأحدات،الدفع مقابل الحماية من البعبع الايراني، تزامنا مع التخاذل بطعم التنازل عن قضية العرب الأولى، والتصاعد في التوترات والمؤامرات بسبب الأجندات سواء بأوامر أو بدون أوامر والتنافس غير الشريف ونزعة الهيمنة كانت سمة السنوات الاخيرة، أضيفت لفقدان فلسطين جمهورية الصومال تلاها العراق ثم جنوب السودان وليبيا ثم سوريا، اثناء ذلك كانت السياسات الزئبقية سيدة الموقف تارة بدعم الارهاب والمليشيات وتارة محاربتها،وتارة دعم انظمة وتارة معاداتها، وهكذا ترى الشعوب (ولسان حالها يقول طارت فلوسك يا صابر في كل مرة) ملياراتها تطير وأشقاؤها يموتون وتدمر أوطانهم. والأقصى لا زال يئن تحت اقدام المحتل وحافظت الدول العربية سواء الافريقية أو الآسيوية على خلافاتها التاريخية بل وتنبشها بين فترة واخرى وتضيف عليها المزيد، حتى لا يقول أحد هناك فتور بتنفيذ الاستراتيجية ها هي اليمن تحترق وتذوب كدولة ويمر على الأزمة الخليجية أكثر من سنة وهي زاخرة بكافة انواع العداء والانحدار والحقد وتسييس الدين وقطع الأرزاق والارحام وأذية ما يمكن أذيته ونشر الغسيل، تستهزئ بأصوات الحكمة والعقل، وتصفق لأفعال الشيطان وتطرب لصوت الطبل …فمن قال ليس لدينا إستراتيجية؟.
بقلم : مياح غانم العنزي
الشرق القطريه
رابط المقال
https://www.al-sharq.com/opinion/27/10/2018/%D9%85%D9%86-%D9%82%D8%A7%D9%84-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9%D8%9F
السبت يونيو 11, 2022 7:51 pm من طرف مياح غانم العنزي
» الله ستر وما طحت
السبت يونيو 11, 2022 7:26 pm من طرف مياح غانم العنزي
» لا تسمي ابنك الكبير احد هذه الاسماء
السبت يونيو 11, 2022 7:03 pm من طرف مياح غانم العنزي
» لحظة رد فعل مستوطن بعد ان حاصره فلسطينيين في محطة محروقات
السبت يونيو 11, 2022 7:01 pm من طرف مياح غانم العنزي
» اخبرهم اخي صلاح
السبت يونيو 11, 2022 6:59 pm من طرف مياح غانم العنزي
» حديقة الحيوان في بولندا
السبت يونيو 11, 2022 6:58 pm من طرف مياح غانم العنزي
» منطقة مرور غزلان
السبت يونيو 11, 2022 6:42 pm من طرف مياح غانم العنزي
» شاطئ الزجاج في كاليفورنيا ...عجائب
السبت يونيو 11, 2022 6:40 pm من طرف مياح غانم العنزي
» الكاتب الصحفي مياح غانم العنزي في بر سلطنة عمان
السبت يونيو 11, 2022 6:38 pm من طرف مياح غانم العنزي