منتدى الصحفي والناشط الاعلامي مياح غانم العنزي

نرحب بزوارنا الكرام ونتمنى لكم طيب المشاهدة ونرجو ان ينال المنتدى على استحسانكم وبالتالي تسجيل عضويتكم

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى الصحفي والناشط الاعلامي مياح غانم العنزي

نرحب بزوارنا الكرام ونتمنى لكم طيب المشاهدة ونرجو ان ينال المنتدى على استحسانكم وبالتالي تسجيل عضويتكم

منتدى الصحفي والناشط الاعلامي مياح غانم العنزي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الصحفي والناشط الاعلامي مياح غانم العنزي

يرحب المنتدى بالاعضاء الكرام ويهدف لتبادل الآراء والنقاش البناء الحضاري وخصوصا حول نهضة الدين والامه الاسلاميه مرة اخرى

سحابة الكلمات الدلالية

المواضيع الأخيرة

» الانتخابات العراقيه وحكايات شعبيه
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 7:51 pm من طرف مياح غانم العنزي

» الله ستر وما طحت
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 7:26 pm من طرف مياح غانم العنزي

» لا تسمي ابنك الكبير احد هذه الاسماء
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 7:03 pm من طرف مياح غانم العنزي

» لحظة رد فعل مستوطن بعد ان حاصره فلسطينيين في محطة محروقات
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 7:01 pm من طرف مياح غانم العنزي

» اخبرهم اخي صلاح
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 6:59 pm من طرف مياح غانم العنزي

» حديقة الحيوان في بولندا
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 6:58 pm من طرف مياح غانم العنزي

» منطقة مرور غزلان
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 6:42 pm من طرف مياح غانم العنزي

» شاطئ الزجاج في كاليفورنيا ...عجائب
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 6:40 pm من طرف مياح غانم العنزي

» الكاتب الصحفي مياح غانم العنزي في بر سلطنة عمان
وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم I_icon_minitimeالسبت يونيو 11, 2022 6:38 pm من طرف مياح غانم العنزي

نوفمبر 2024

الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني


انشاء منتدى مجاني




    وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم

    مياح غانم العنزي
    مياح غانم العنزي
    Admin


    المساهمات : 317
    تاريخ التسجيل : 11/09/2013
    العمر : 51
    الموقع : بولندا

    وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم Empty وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم

    مُساهمة من طرف مياح غانم العنزي الأحد أبريل 17, 2022 4:32 pm





    غزو اوكرانيا بمثابة القشه التي قصمت ظهر خداع الغرب والشرق على حد سواء ،سقط خداعهم وإنهار تماما ،ورغم غبار الحرب كانت رؤية ذلك واضحه ،لا يتسع مقال لذكر كل التفاصيل لكننا سنحاول ايجاز المهم ونشير للدلائل القاطعه التي اسقطت اخر اوراق التوت عن عورات الظلم والطاغوت ،شاهدت الشعوب الوجه القبيح لعالمنا بكامل ملامحه ،حتى وان انتهى الغزو الروسي لأوكرانيا ،وحاول العالم اعادة لبس قناع التمسك بالشرعيه والمبادئ الإنسانية والحفاظ على السلم والأمن الدوليين ،فإنه لا فائده من ذلك لأن الوجه القبيح قد انكشف وإعادة القناع بعد الفضيحه لا يجدي نفعا


    سنتحدث لكن في كل مره تبقى القضيه الفلسطينيه هي المعيار الحقيقي والواقعي على قباحة هذا العالم وخداعه ،روسيا ذات العلاقات الوطيده مع الكيان المحتل لم تطالب يوما بإنهاء احتلال فلسطين رغم ان هذا مثبت في قرارات مجلس الأمن ،ولم تستخدم يوما الفيتو ضد المصالح الإسرائيليه او تسمي الأشياء بمسمياتها وتصف ما قام به الكيان المحتل هو غزو اسرائيلي ،روسيا التي تسيطر على الأجواء السوريه واعطت ضوء اخضر لإسرائيل ان تقصف سوريا والايرانيين في سوريا بمعدل شبه يومي على مدى سنوات رغم انها حليف لإيران وسوريا ،عندما شعرت ان اسرائيل توحي بأنها ستقف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا ،بدأت تبتز وتساوم الكيان المحتل على انها ستطالب بحقوق الفلسطينيين ،وإنهاء الغزو الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيه المحتله ،وترسل اشارات انها ستحرم اسرائيل من متعة القصف اليومي لسوريا

    فجأه صحى ضميرها وتريد ان تعيد الحقوق لأصحابها

    روسيا التي قالت انها دخلت سوريا للحفاظ على النظام الشرعي وسيادة الدوله ووحدة اراضيها هي نفسها التي غزت اوكرانيا وتحاول قلب نظامها الشرعي وإنتهكت سيادتها ووحده اراضيها وتحت مسمى ليس له وجود بالقوانين الدوليه وهو عمليه عسكريه خاصه ،طبعا هذا تكمله لما قامت به سنة 2014 من احتلال القرم الأوكرانيه وضمها لأراضيها ،وبمسرحيه هزليه على طريقة إلتفافات الانظمه المستبده والفاسده في التصويت والإستفتاءات والترشيحات


    روسيا التي تدعي إلتزامها بالقوانين الدوليه وحقوق الإنسان هي الآن تستخدم حق النقض الفيتو في كل مره تدينها الشرعيات الدوليه بالإنتهاكات وربما جرائم الحرب وضد الإنسانيه، واحيانا تتهرب ولا تحضر الى مقر المنظمات والهيئات الدوليه للمحاسبه والمداوله بشأن ما قامت به ،بل انها استخدمت الفيتو ضد ان يسمى ما قامت به هو غزو لأوكرانيا


    روسيا التي تنفي علاقتها بفاغنر ، ارسلت عناصر من هؤلاء لإغتيال رئيس اوكرانيا

    والتي تنتقد وجود المرتزقه في ليبيا وسوريا والصومال واليمن وغيرها ، جلبت على وجه السرعه المرتزقه السوريين وفتحت باب التطوع رسميا لجميع مرتزق يريد المشاركه في حربها على اوكرانيا ،قبل الغزو بشهرين تقريبا اخذت امريكا في تكرار تحذير العالم بأن روسيا تنوي غزو اوكرانيا ، لكن في كل مره ترد روسيا على ذلك بأنه كلام هراء وسخيف ومحض افتراءات ،وان القوات المحتشده على الحدود هي فقط تقوم بمناورات روتينيه اعتياديه


    في المقابل ،الغرب الذي يدعى انه راعي الديمقراطيه وحامى حمى القوانين الدوليه والمبادئ وحرية التعبير والحقوق الانسانيه والاخلاق والعدالة والمساواة ونبذ التفرقه والعنصريه هو الآخر انكشفت لديه العورات في كل المجالات ،


    منذ ان بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا تخلى الغرب عن المحرمات وتجاوز كل الخطوط الحمر وكأنه يقول :عندما يكون الأمر بعيدا عني اتكلم عن الاخلاق والقوانين والمثاليات، لكن ان يصل لي فلا إلتزام بخطوط حمراء، ولا حفاظ على حياء ،كان الغرب يعاقب كل لاعب يتعاطف مع حق الشعب الفلسطيني في الملاعب او خارجها بحجة زج الرياضيه بالسياسه ،لكنه عند غزو اوكرانيا، لم يزج رياضه واحده فحسب بل رماها كلها في السياسه، وحرم روسيا منها كلها حتى المشاركه في كأس العالم 2022 في قطر


    الغرب الذي دعم منذ اكثر من سبعين عام ولا زال يدعم الغزو الإسرائيلي لدولة فلسطين ويرسل للكيان المحتل كافة ما يحتاج، حتى يحافظ على احتلاله بل ويتوسع فيه ،ودعمه سياسيا بالمحافل الدوليه كافه، وخصوصا امريكا التي تسنده وتحميه بالفيتو من كل مساءله دوليه ،الفيتو الذي تأسست عليه اكبر منظمه دوليه لتحقيق العداله هو نفسه قاهر العداله وصانع المحاصصه والإبتزاز، لم تدخر أمريكا جهدا في رفعه بوجه كل حق فلسطيني او محاسبه قانونيه لإسرائيل ،هو نفسه الغرب الذي يشجب ويستنكر الغزو الروسي لأوكرانيا ،ويعمل جاهدا لإصدار قرارات دوليه تدين ذلك وتدعم حق الأوكرانيين في الدفاع عن ارضهم ،ويستنكر استخدام روسيا للفيتو ضد تسميته غزو

    في قمة النقب التي حضرها العرب على ارضهم المحتله وهم يبتسمون وبحضور امريكا راعي الإحتلال الإسرائيلي الرسمي على مدى ثمانية عقود قال بلينكن يجب ان يقف الغزو الروسي لأوكرانيا بينما هو يقف هو على اراضي عربيه فلسطينيه غزاها الكيان الصهيوني المحتل ، وبكل صلافه يقول ان التطبيع مع المحتل الإسرائيلي اصبح العرف السائد في المنطقه،وبذات الوقت يدعو لعزلة المحتل الروسي ،بالطبع ولأننا ليس بزمن الأجداد والأمجاد لن يأتي بلينكن الرد الشجاع الذي يشفي قلوب الشعوب


    قبل الحرب الروسيه على اوكرانيا بفتره كان الأفغان يتساقطون من عجلات الطائرات الامريكيه هربا من الموت في افغانستان وكان اللاجئين من الشرق الاوسط وقعوا بين نارين (بين الهروب من الظلم في بلدانهم والفخ الذي نصب لهم ليكونوا أداة لحرب وكسر العظم بين الروس وتوابعهم والغرب وتوابعهم ) يموتون في الغابات على الحدود البلاروسيه البولنديه ،لسنا ضد مساعدة الأوكرانيين، لكن لاجئي الشرق لم يجدوا ما وجده اللاجئين الأوكران، من حفاوة استقبال وتقديم كل سبل العون، حيث فتح الإتحاد الاوروبي ابوابه لهم،لم يطلب منهم فيزا ، ووفر لهم التنقل المجاني بلا اي قيود بين الدول التابعه له،لقد استقبلتهم الشعوب الاوروبيه في منازلها حتى ان وزير النقل البريطاني استقبل عائله اوكرانيه في منزله للعيش سويا ،تقدم لهم كندا وامريكا واليابان واستراليا وغيرها، ناهيك عن دول الإتحاد الأوروبي،عروض استقبالهم فور وصولهم الحدود ،واضحه التفرقه بنكهة العنصريه ،قالها الكثير في وسائل الإعلام حتى ان نائبا في دولة اوروبيه قالها علنا على الهواء :هؤلاء شقر مثلنا وهم نفس طبائعنا وابناء جلدتنا ويجب ان نقف معهم ، إنهم ليسوا دواعش او ارهابيين



    دام الغزو الإسرائيلي لفلسطين الى ما يقارب 80 عام ولا زال ،لم نرى الإعلام الغربي يغطي القضيه الفلسطينيه كما غطى الغزو الروسي لأوكرانيا ،نرى التغطيه لغزو اوكرانيا مستمره على شاشات الغرب وايقونة العلم الأوكراني موجوده أعلى كل شاشه او وسيله اعلاميه ،الهيئات والمؤسسات وحتى المنازل الخاصه ترفع ما يشير الى تضامنها مع اوكرانيا،كما اننا نجد استنكار الغزو الروسي ترند في منصات التواصل لديهم والتظاهرات الغربيه المستمره المندده بغزو روسيا لأوكرانيا تنقل على الهواء مباشره


    منع الغرب روسيا من المشاركه في التظاهرات والمسابقات الفنيه والثقافيه حتى في حفل الأوسكار وقف الجميع دقيقة صمت على ارواح الضحايا الاوكرانيين ، لم ارى يوما ان حدث هذا في تاريخ هذه المسابقه، بل على العكس كان يعاقب اي فنان او ممثل او في اي مجال اخر غير مجال السياسه ، عندما يتعاطف مع حق الفلسطينيين ويعلن دعمه لهم ولو بتغريده او بتعليق او حركه بحجة زج هذا المجال بالسياسه

    حتى شركات الجنس والأفلام والمواقع الإباحيه الروسيه تم منعها


    اوكرانيا القشه التي قصمت ظهر كل خداع في العالم ،كل من لم يسمي الأشياء بمسمياتها التي تتوافق مع الأخلاق والقانون والأعراف الدوليه ،كل من اختار المنطقه الرماديه بدلا من الوضوح في التصريحات والمواقف، خوفا من الكبار او حفاظا على مصالحه، او اصطفافا مع محور ضد اخر، بدلا من الإستناد الى ما تقوله الشرعيه الدوليه وما نصت عليه بوضوح، ربما هناك مصطلحات ظهرت في العالم يمكن مدها وشدها وتأويل معانيها مثل الإرهاب والتطرف ، لكن لا يختلف اثنان على معاني مصطلحات اخرى مثل سيادة الدول والغزو وحق الشعوب في مقاومة الإحتلال والدفاع عن ارضها ،الحوثي يسمى حرب التحالف في اليمن غزو لكنه يؤيد غزو روسيا لأوكرانيا ،وبشار الأسد يسمي التدخل التركي في بلاده غزو لكنه يؤيد الغزو الروسي لأوكرانيا ،الصين امتنعت عن اطلاق مصطح الغزو على ما تفعله روسيا بأوكرانيا ربما تعبيدا لطريق تايوان ،الغزو الروسي لأوكرانيا رغم انه حسب القانون الدولي اسمه غزو إلا ان الكثير من الدول فضلت عدم تسمية الاشياء بمسمياتها حفاظا على مصالحها وتحالفاتها ،كذلك الإبقاء على خطوط الرجعه مع اطراف اخرى ،مثلما فعلت معظم الدول العربيه وتركيا ودول اسلاميه عديده ،كما قلت في البدايه، الدلائل والشواهد على الخداع لا يتسع لها مقال او حتى كتاب، هي كثيرة وضاربة في جذور تاريخ كوكبنا، كنا نظن بعد ان عاشت امبراطوريات وقارات وأقاليم ودول في بحار من الدم، وتجرعت سم الموت والفقر والتشريد والدمار، وذاقت الويلات ،وبعد جرائم القنابل النوويه الامريكيه على اليابان ،والحرب العالميه الاولى والثانيه ،وبعد ان تأسست شرعيات عالميه للحفاظ على السلم والأمن الدوليين ،كمجلس الأمن والامم المتحده ومحكمة العدل الدوليه وغير ذلك من المؤسسات والمنظمات والهيئات التي تهدف لتحقيق العداله والانسانيه ،كنا نظن ان العالم فعلا اخذ العبر، من سلك طريق الشر ،لكنه لا يبدو كذلك فنحن ننتظر منذ اكثر من ثمانية عقود ، منذ الغزو الصهيوني لدولة فلسطين ، وكلما مرت السنوات نقول ربما سيأتي الفرج، ويعود العالم لرشده لكنه مع الأسف يزداد خداعا وشرور،ماطل ويماطل في ارجاع الحق الفلسطيني لاصحابه ،ظهر خداع العالم كان محملا بما فعله ازاء القضيه الفلسطينيه العادله ،وجاءت اوكرانيا لتكون القشه التي تقصم ذلك الظهر ،ويسقط الخداع تماما امام انظار الشعوب ،لكن وإن سقطت كل اوراق التوت ، نحن امام معضله عالميه كبيره ،وهي ان القاده المخادعين في العالم، لم يعد يهمهم انقصام ظهر الخداع او سقوط القناع ،لأنهم فقدوا الحياء والإنسانيه والإخلاق،يعلمون انهم يكذبون ويعلمون اننا نعلم انهم يكذبون، ورغم ذلك هم مستمرون ، وبالتالي اصبح عالمنا اشد خطوره من عالم الغاب ،حيث اني رأيت اسودا تحن على صغار الحيوانات ولم تفترسها، ووجدت رحمه وعطف في الكثير من جوانب حياة الغابات فيما بين المخلوقات

    إذن وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم ،لن يستقر العالم ولن نحظى بالأمن والسلم والتعايش بهدوء ،قال بايدن : ان العالم تغير، وان روسيا والصين ينافسونا بقوه على الرياده،هو قالها بطريقه غير مباشره ويقصد الهيمنه على العالم، ولابد لنا من الإستعداد لهذا ،كلام بايدن يعني ان كرونا وغزو اوكرانيا لن يكونا آخر مآسي عالمنا، بل ربما يكونان هما البدايه لحقبة سوداء، تطور بها الشر ومستمر في انتاج اسلحة دمار حديثه ومحدثه كالبيلوجيه والسيبرانيه وغيرها

    لنستعد ونأخذ العبر، ونواكب العصر، لنستمر على قيد الحياة على الأقل

    بقلم مياح غانم العنزي


    غزو اوكرانيا بمثابة القشه التي قصمت ظهر خداع الغرب والشرق على حد سواء ،سقط خداعهم وإنهار تماما ،ورغم غبار الحرب كانت رؤية ذلك واضحه ،لا يتسع مقال لذكر كل التفاصيل لكننا سنحاول ايجاز المهم ونشير للدلائل القاطعه التي اسقطت اخر اوراق التوت عن عورات الظلم والطاغوت ،شاهدت الشعوب الوجه القبيح لعالمنا بكامل ملامحه ،حتى وان انتهى الغزو الروسي لأوكرانيا ،وحاول العالم اعادة لبس قناع التمسك بالشرعيه والمبادئ الإنسانية والحفاظ على السلم والأمن الدوليين ،فإنه لا فائده من ذلك لأن الوجه القبيح قد انكشف وإعادة القناع بعد الفضيحه لا يجدي نفعا


    سنتحدث لكن في كل مره تبقى القضيه الفلسطينيه هي المعيار الحقيقي والواقعي على قباحة هذا العالم وخداعه ،روسيا ذات العلاقات الوطيده مع الكيان المحتل لم تطالب يوما بإنهاء احتلال فلسطين رغم ان هذا مثبت في قرارات مجلس الأمن ،ولم تستخدم يوما الفيتو ضد المصالح الإسرائيليه او تسمي الأشياء بمسمياتها وتصف ما قام به الكيان المحتل هو غزو اسرائيلي ،روسيا التي تسيطر على الأجواء السوريه واعطت ضوء اخضر لإسرائيل ان تقصف سوريا والايرانيين في سوريا بمعدل شبه يومي على مدى سنوات رغم انها حليف لإيران وسوريا ،عندما شعرت ان اسرائيل توحي بأنها ستقف ضد الغزو الروسي لأوكرانيا ،بدأت تبتز وتساوم الكيان المحتل على انها ستطالب بحقوق الفلسطينيين ،وإنهاء الغزو الإسرائيلي للأراضي الفلسطينيه المحتله ،وترسل اشارات انها ستحرم اسرائيل من متعة القصف اليومي لسوريا

    فجأه صحى ضميرها وتريد ان تعيد الحقوق لأصحابها

    روسيا التي قالت انها دخلت سوريا للحفاظ على النظام الشرعي وسيادة الدوله ووحدة اراضيها هي نفسها التي غزت اوكرانيا وتحاول قلب نظامها الشرعي وإنتهكت سيادتها ووحده اراضيها وتحت مسمى ليس له وجود بالقوانين الدوليه وهو عمليه عسكريه خاصه ،طبعا هذا تكمله لما قامت به سنة 2014 من احتلال القرم الأوكرانيه وضمها لأراضيها ،وبمسرحيه هزليه على طريقة إلتفافات الانظمه المستبده والفاسده في التصويت والإستفتاءات والترشيحات


    روسيا التي تدعي إلتزامها بالقوانين الدوليه وحقوق الإنسان هي الآن تستخدم حق النقض الفيتو في كل مره تدينها الشرعيات الدوليه بالإنتهاكات وربما جرائم الحرب وضد الإنسانيه، واحيانا تتهرب ولا تحضر الى مقر المنظمات والهيئات الدوليه للمحاسبه والمداوله بشأن ما قامت به ،بل انها استخدمت الفيتو ضد ان يسمى ما قامت به هو غزو لأوكرانيا


    روسيا التي تنفي علاقتها بفاغنر ، ارسلت عناصر من هؤلاء لإغتيال رئيس اوكرانيا

    والتي تنتقد وجود المرتزقه في ليبيا وسوريا والصومال واليمن وغيرها ، جلبت على وجه السرعه المرتزقه السوريين وفتحت باب التطوع رسميا لجميع مرتزق يريد المشاركه في حربها على اوكرانيا ،قبل الغزو بشهرين تقريبا اخذت امريكا في تكرار تحذير العالم بأن روسيا تنوي غزو اوكرانيا ، لكن في كل مره ترد روسيا على ذلك بأنه كلام هراء وسخيف ومحض افتراءات ،وان القوات المحتشده على الحدود هي فقط تقوم بمناورات روتينيه اعتياديه


    في المقابل ،الغرب الذي يدعى انه راعي الديمقراطيه وحامى حمى القوانين الدوليه والمبادئ وحرية التعبير والحقوق الانسانيه والاخلاق والعدالة والمساواة ونبذ التفرقه والعنصريه هو الآخر انكشفت لديه العورات في كل المجالات ،


    منذ ان بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا تخلى الغرب عن المحرمات وتجاوز كل الخطوط الحمر وكأنه يقول :عندما يكون الأمر بعيدا عني اتكلم عن الاخلاق والقوانين والمثاليات، لكن ان يصل لي فلا إلتزام بخطوط حمراء، ولا حفاظ على حياء ،كان الغرب يعاقب كل لاعب يتعاطف مع حق الشعب الفلسطيني في الملاعب او خارجها بحجة زج الرياضيه بالسياسه ،لكنه عند غزو اوكرانيا، لم يزج رياضه واحده فحسب بل رماها كلها في السياسه، وحرم روسيا منها كلها حتى المشاركه في كأس العالم 2022 في قطر


    الغرب الذي دعم منذ اكثر من سبعين عام ولا زال يدعم الغزو الإسرائيلي لدولة فلسطين ويرسل للكيان المحتل كافة ما يحتاج، حتى يحافظ على احتلاله بل ويتوسع فيه ،ودعمه سياسيا بالمحافل الدوليه كافه، وخصوصا امريكا التي تسنده وتحميه بالفيتو من كل مساءله دوليه ،الفيتو الذي تأسست عليه اكبر منظمه دوليه لتحقيق العداله هو نفسه قاهر العداله وصانع المحاصصه والإبتزاز، لم تدخر أمريكا جهدا في رفعه بوجه كل حق فلسطيني او محاسبه قانونيه لإسرائيل ،هو نفسه الغرب الذي يشجب ويستنكر الغزو الروسي لأوكرانيا ،ويعمل جاهدا لإصدار قرارات دوليه تدين ذلك وتدعم حق الأوكرانيين في الدفاع عن ارضهم ،ويستنكر استخدام روسيا للفيتو ضد تسميته غزو

    في قمة النقب التي حضرها العرب على ارضهم المحتله وهم يبتسمون وبحضور امريكا راعي الإحتلال الإسرائيلي الرسمي على مدى ثمانية عقود قال بلينكن يجب ان يقف الغزو الروسي لأوكرانيا بينما هو يقف هو على اراضي عربيه فلسطينيه غزاها الكيان الصهيوني المحتل ، وبكل صلافه يقول ان التطبيع مع المحتل الإسرائيلي اصبح العرف السائد في المنطقه،وبذات الوقت يدعو لعزلة المحتل الروسي ،بالطبع ولأننا ليس بزمن الأجداد والأمجاد لن يأتي بلينكن الرد الشجاع الذي يشفي قلوب الشعوب


    قبل الحرب الروسيه على اوكرانيا بفتره كان الأفغان يتساقطون من عجلات الطائرات الامريكيه هربا من الموت في افغانستان وكان اللاجئين من الشرق الاوسط وقعوا بين نارين (بين الهروب من الظلم في بلدانهم والفخ الذي نصب لهم ليكونوا أداة لحرب وكسر العظم بين الروس وتوابعهم والغرب وتوابعهم ) يموتون في الغابات على الحدود البلاروسيه البولنديه ،لسنا ضد مساعدة الأوكرانيين، لكن لاجئي الشرق لم يجدوا ما وجده اللاجئين الأوكران، من حفاوة استقبال وتقديم كل سبل العون، حيث فتح الإتحاد الاوروبي ابوابه لهم،لم يطلب منهم فيزا ، ووفر لهم التنقل المجاني بلا اي قيود بين الدول التابعه له،لقد استقبلتهم الشعوب الاوروبيه في منازلها حتى ان وزير النقل البريطاني استقبل عائله اوكرانيه في منزله للعيش سويا ،تقدم لهم كندا وامريكا واليابان واستراليا وغيرها، ناهيك عن دول الإتحاد الأوروبي،عروض استقبالهم فور وصولهم الحدود ،واضحه التفرقه بنكهة العنصريه ،قالها الكثير في وسائل الإعلام حتى ان نائبا في دولة اوروبيه قالها علنا على الهواء :هؤلاء شقر مثلنا وهم نفس طبائعنا وابناء جلدتنا ويجب ان نقف معهم ، إنهم ليسوا دواعش او ارهابيين



    دام الغزو الإسرائيلي لفلسطين الى ما يقارب 80 عام ولا زال ،لم نرى الإعلام الغربي يغطي القضيه الفلسطينيه كما غطى الغزو الروسي لأوكرانيا ،نرى التغطيه لغزو اوكرانيا مستمره على شاشات الغرب وايقونة العلم الأوكراني موجوده أعلى كل شاشه او وسيله اعلاميه ،الهيئات والمؤسسات وحتى المنازل الخاصه ترفع ما يشير الى تضامنها مع اوكرانيا،كما اننا نجد استنكار الغزو الروسي ترند في منصات التواصل لديهم والتظاهرات الغربيه المستمره المندده بغزو روسيا لأوكرانيا تنقل على الهواء مباشره


    منع الغرب روسيا من المشاركه في التظاهرات والمسابقات الفنيه والثقافيه حتى في حفل الأوسكار وقف الجميع دقيقة صمت على ارواح الضحايا الاوكرانيين ، لم ارى يوما ان حدث هذا في تاريخ هذه المسابقه، بل على العكس كان يعاقب اي فنان او ممثل او في اي مجال اخر غير مجال السياسه ، عندما يتعاطف مع حق الفلسطينيين ويعلن دعمه لهم ولو بتغريده او بتعليق او حركه بحجة زج هذا المجال بالسياسه

    حتى شركات الجنس والأفلام والمواقع الإباحيه الروسيه تم منعها


    اوكرانيا القشه التي قصمت ظهر كل خداع في العالم ،كل من لم يسمي الأشياء بمسمياتها التي تتوافق مع الأخلاق والقانون والأعراف الدوليه ،كل من اختار المنطقه الرماديه بدلا من الوضوح في التصريحات والمواقف، خوفا من الكبار او حفاظا على مصالحه، او اصطفافا مع محور ضد اخر، بدلا من الإستناد الى ما تقوله الشرعيه الدوليه وما نصت عليه بوضوح، ربما هناك مصطلحات ظهرت في العالم يمكن مدها وشدها وتأويل معانيها مثل الإرهاب والتطرف ، لكن لا يختلف اثنان على معاني مصطلحات اخرى مثل سيادة الدول والغزو وحق الشعوب في مقاومة الإحتلال والدفاع عن ارضها ،الحوثي يسمى حرب التحالف في اليمن غزو لكنه يؤيد غزو روسيا لأوكرانيا ،وبشار الأسد يسمي التدخل التركي في بلاده غزو لكنه يؤيد الغزو الروسي لأوكرانيا ،الصين امتنعت عن اطلاق مصطح الغزو على ما تفعله روسيا بأوكرانيا ربما تعبيدا لطريق تايوان ،الغزو الروسي لأوكرانيا رغم انه حسب القانون الدولي اسمه غزو إلا ان الكثير من الدول فضلت عدم تسمية الاشياء بمسمياتها حفاظا على مصالحها وتحالفاتها ،كذلك الإبقاء على خطوط الرجعه مع اطراف اخرى ،مثلما فعلت معظم الدول العربيه وتركيا ودول اسلاميه عديده ،كما قلت في البدايه، الدلائل والشواهد على الخداع لا يتسع لها مقال او حتى كتاب، هي كثيرة وضاربة في جذور تاريخ كوكبنا، كنا نظن بعد ان عاشت امبراطوريات وقارات وأقاليم ودول في بحار من الدم، وتجرعت سم الموت والفقر والتشريد والدمار، وذاقت الويلات ،وبعد جرائم القنابل النوويه الامريكيه على اليابان ،والحرب العالميه الاولى والثانيه ،وبعد ان تأسست شرعيات عالميه للحفاظ على السلم والأمن الدوليين ،كمجلس الأمن والامم المتحده ومحكمة العدل الدوليه وغير ذلك من المؤسسات والمنظمات والهيئات التي تهدف لتحقيق العداله والانسانيه ،كنا نظن ان العالم فعلا اخذ العبر، من سلك طريق الشر ،لكنه لا يبدو كذلك فنحن ننتظر منذ اكثر من ثمانية عقود ، منذ الغزو الصهيوني لدولة فلسطين ، وكلما مرت السنوات نقول ربما سيأتي الفرج، ويعود العالم لرشده لكنه مع الأسف يزداد خداعا وشرور،ماطل ويماطل في ارجاع الحق الفلسطيني لاصحابه ،ظهر خداع العالم كان محملا بما فعله ازاء القضيه الفلسطينيه العادله ،وجاءت اوكرانيا لتكون القشه التي تقصم ذلك الظهر ،ويسقط الخداع تماما امام انظار الشعوب ،لكن وإن سقطت كل اوراق التوت ، نحن امام معضله عالميه كبيره ،وهي ان القاده المخادعين في العالم، لم يعد يهمهم انقصام ظهر الخداع او سقوط القناع ،لأنهم فقدوا الحياء والإنسانيه والإخلاق،يعلمون انهم يكذبون ويعلمون اننا نعلم انهم يكذبون، ورغم ذلك هم مستمرون ، وبالتالي اصبح عالمنا اشد خطوره من عالم الغاب ،حيث اني رأيت اسودا تحن على صغار الحيوانات ولم تفترسها، ووجدت رحمه وعطف في الكثير من جوانب حياة الغابات فيما بين المخلوقات

    إذن وإن كانت اوكرانيا هي القشه التي قصمت ظهر خداعهم ،لن يستقر العالم ولن نحظى بالأمن والسلم والتعايش بهدوء ،قال بايدن : ان العالم تغير، وان روسيا والصين ينافسونا بقوه على الرياده،هو قالها بطريقه غير مباشره ويقصد الهيمنه على العالم، ولابد لنا من الإستعداد لهذا ،كلام بايدن يعني ان كرونا وغزو اوكرانيا لن يكونا آخر مآسي عالمنا، بل ربما يكونان هما البدايه لحقبة سوداء، تطور بها الشر ومستمر في انتاج اسلحة دمار حديثه ومحدثه كالبيلوجيه والسيبرانيه وغيرها

    لنستعد ونأخذ العبر، ونواكب العصر، لنستمر على قيد الحياة على الأقل

    بقلم مياح غانم العنزي

    المصدر صحيفة العرب تايمز الامريكيه
    رابط المقال
    http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?ArticleID=46280

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 4:46 am